أخبار العالم العربي

معادلات جديدة فرضها اليمن في إطار التحامه بملحمة «طوفان الأقصى»

معادلات جديدة فرضها اليمن في إطار التحامه بملحمة «طوفان الأقصى»، حيث نفذ عدّة عمليات عسكرية ضد الكيان المؤقت، مستهدفاً مواقع حساسة في «إيلات» (أم الرشراش المحتلة)، ثم أتبع ذلك باصطياد سفنه في البحر الأحمر، ضمن خطوات متصاعدة تدريجياً حتى يتم إيقاف العدوان الصهيوني الأمريكي على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

حول هذا، التقت صحيفة «لا» عبر الإنترنت باحثين وكُتّاباً سياسيين فلسطنيين وعرباً.

مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان:

صنعاء شكَّلت نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني

أكد أبو سامر موسى، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لم يكن يوماً عادياً لفصائل المقاومة الفلسطينية، بل كان نقطة تحول كبير، في استنهاض الأمة وحركاتها المقاومة لمواجهة الطغيان الأمريكي ويده التي يبطش بها الكيان الصهيوني والمتواطئين معهم.

وأشار مسؤول العلاقات الفلسطينية للحركة في لبنان، في تصريح خاص لـ»لا»، إلى ما وصفها بـ»حركة المقاومة في اليمن ممثلة بأنصار الله والقوات المسلحة اليمنية»، قائلاً بأنها «سرعان ما لَبَّت الواجب الديني والقومي والوطني وانخرطت بشكل مباشر في المعركة ضد الطغيان الأمريكي والكيان الصهيوني».

وأشاد الحاج أبو سامر بـ»الدور الكبير للقوات المسلحة بحكومة الإنقاذ الوطني، في عملية الإسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة»، لافتاً إلى أن «هذا ليس بغريب على اليمن السعيد، الذي كان دائم الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية منذ اللحظات الأولى لانطلاقها».

وأضاف: «رغم الاستهداف الممنهج الذي تعرض له اليمن خلال السنوات الماضية، والتآمر الكوني لإقصائه من الساحة العربية القومية، وما رافق ذلك من عدوان وحصار، ورغم المآسي والدمار الذي خلفه ذلك العدوان؛ إلا أن هذا الشعب العظيم لم يغادر ساحة الميدان، وأدركت القيادة في العاصمة صنعاء ما يتوجب عليها من عمليه إسناد ودعم لإخوانهم الفلسطينيين، سواء بالموقف السياسي أم بالقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة من أرض اليمن الحبيب التي تبعد عن الأراضي المحتلة نحو 2000 كيلومتر، فوعدوا وأوفوا وساندوا ونصروا غزة وفلسطين، ولم يخب الظن فيهم أبداً».

وبلغة تشي بالكثير من الفخر والاعتزاز، استطرد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أبو سامر موسى قائلاً: «إنهم اليمنيون، الباحثون عن كل السبل لدعم غزة وفلسطين وقضيتها، لم يوقفوا هجماتهم الصاروخية على أهداف للكيان في أُم الرشراش الفلسطينية، بل ضربوا بعصاهم أعالي البحار، فخرّت لهم سفن العدو خاضعة، وكان أول الصيد السفينة «غالاكسي ليدر»، فطاشت عقول اليهود والأمريكان من أعمال «أبو يمن»، التي ترفع الرأس، بخلاف ما اعتاد عليه الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من ترويض لدول التطبيع والإذعان».

وقال موسى: «إن ما يقدمه اليمن بشعبه وجيشه وأنصار الله، من استهداف كيان الاحتلال ومصالحه في المنطقة، وضرب الاستقرار الصهيوني ومنع حريته في الحركة عبر البحر الأحمر، شكَّل نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. كما أن دخول اليمن إلى ساحة المعركة، أصاب الكيان المؤقت وداعميه في مقتل، وفرض معادلات جديدة من شأنها أن تحدث تغييراً في الرأي العام وتضغط على صناع السياسة في الكيان الصهيوني والأمريكي ودفعهم للبحث عن مخارج والانصياع لشروط المقاومة في وقف العدوان».

وأكد موسى أن «إدخال صنعاء معادلة البحر الأحمر، في الحرب ضد كيان الاحتلال، تعتبر ضربة قوية للإدارة الأمريكية أولاً، ثم الكيان الصهيوني ودول التطبيع في المنطقة. وإذا رجعنا بالذاكرة لفترة من الزمن نصل لوجود مخطط أمريكي يستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية بشكل خاص وإخضاع المنطقة بشكل عام وإحكام السيطرة على الشرق الأوسط والممرات البحرية، ومنها البحر الأحمر لما له من تأثير مهم لمخطط تهجير سكان قطاع غزة، منذ منتصف الخمسينيات، إلى سيناء كمقدمة لترحيل سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وهو ما أجهضته آنذاك مصر والموقف الشعبي الفلسطيني».

ولفت إلى أن «دخول اليمن الحرب بقوة الموقف والإجراءات العسكرية واعتبار البحر الأحمر ممنوعاً على السفن الصهيونية حتى إيقاف العدوان على غزة، أفقد الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني قدرتهم على التحرك بحرية لتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية، القديمة الجديدة، وعدم استطاعتهم تمرير أهدافهم السياسية والاقتصادية في المنطقة من خلال شق «قناة بن غوريون»، التي تبعد شمالاً عن غزة بضعة كيلومترات، إضافة لتنازل مصر عن جزيرتي صنافير وتيران اللتين كانت تمارس منهما سلطة التعرض للملاحة الصهيونية وغيرها، ثم تنازلت عنها للسعودية، ما أوجد مياهاً إقليمية بين مصر وهاتين الجريزتي، ليسهل وصول السفن الصهيونية إلى خليج العقبة، الذي ستنتهي عنده «قناة بن غريون» المزمع شقها من البحر الأبيض المتوسط إلى خليج العقبة، وهو المنفذ الوحيد لفلسطين والأردن على البحر الأحمر».

وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي: «جاءت رسالة اليمن البحرية لتقطع كل ما يحاك، ولتقول لأمريكا والكيان إن نقطة الوصل والتحكم بالممرات ستقف عند أقدامنا، نحن نتحكم بمشاريعكم وسنحبط مخططاتكم. وهي رسالة قوية. ورغم تآمر وتكالب أغلب دول العالم على اليمن ومحاولة إسقاط أنصار الله والجيش اليمني وإخضاع الشعب اليمني، إلا أن هذه المؤامرة فشلت بضربة واحدة من خلال اعتقال السفينة الصهيونية غالاكسي ليدر، وهي أول الغيث».

وقال أبو سامر موسى: «أيضاً رسالة صنعاء لها أبعاد تكتيكية واستراتيجية لجهة القول إنه في أي استهداف لفلسطين والقدس والأقصى لن يكون اليمن بعيداً عن مساندة المقاومة الفلسطينية وإجبار العدو والمجتمع الدولي على وقف العدوان. واستراتيجياً رسالة قوية بأننا أسياد منطقتنا ولن نسمح باستمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة، فزمن الاستعمار والتخويف قد ولى، والمنطقة دخلت زمن الانتصارات، زمن الكرامة ووحدة الساحات تمهيداً لمعركة التحرير بعد جولة طوفان الأقصى، التي أسقطت ورقة التوت عن المنظومة الدولية التي لا ترى إلا بالعين الصهيونية».

واختتم مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان تصريحه لـ»لا» بالقول: «حقيقة الأمر أن ما قام به اليمن بشكل عام من خلال امتلاك القدرة على اتخاذ القرار في صنعاء عبر توجيهات السيد عبد الملك الحوثي المباركة، إن دل على شيء فإنما يدل على أن تحولاً كبيراً حصل في المنطقة ودق إسفيناً في نعش الإدارة الأمريكية إيذاناً بنهاية هيمنتها على المنطقة، وأحدث زلزالاً مدوياً في دول التطبيع التي غادرت محور الكرامة وانحازت لخيار الذل والهوان».
https://laamedia.net/news.aspx?newsnum=49477

زر الذهاب إلى الأعلى