بأقلامنا

لبنان بين الإنهيار والإنفجار بقلم الدكتور حسن دياب

غريب هذا الوضع الذي آلت إليه الأمور في هذا البلد، ففي كل مرة يُكلف رئيس جديد للحكومة، ينتظر اللبنانيون أشهراً عدة، وقد انتظروا أكثر من سنتين لإنتخاب رئيس للجمهورية. فلبنان السحر والجمال وسويسرا الشرق، لطخ السياسيون الفاسدون وجهه بالنفايات وبشتى أنواع الموبقات، فلا هو دولة ولا مملكة ولا جمهورية، بل بات علبة فساد سوداء مقفلة على كل أنواع الرذائل والمعاصي والمحرمات.

وكأنه لم يعد ينقصنا سوى إعلان البنك الدولي بأن لبنان غارق في إنهيار مالي وإقتصادي قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ ما يقرب من مئتي عام بعد أن أصبح اكثر من نصف اللبنانيبن يعيشون تحت خط الفقر.

وعلى الرغم من أننا على مشارف إنهيار شامل قد يطال مختلف القطاعات والمرافق الحيوية في البلاد، فلا يزال الخلاف مستفحلاً بين الرئاستين الأولى والثالثة، من تبادل للإتهامات بتحمل مسؤولية التعطيل، وإصدار للبيانات والبيانات المضادة كأننا في حفلة عصفورية أو في سيرك تهريج..

واللبنانيون يعيشون أسوأ مراحل حياتهم، بحيث لم يشهدوا مثيلاً لها في تاريخهم المعاصر وحتى إبان الحرب الأهلية التي امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً . فهذا البلد الجميل تحكمت به أسوأ أنواع العصابات من السياسيين الفاسدين الذين أمعنوا فيه نهباً وإفلاساً ، وها هم الآن يحرقونه في نار جهنم.

فهل تؤدي هذه الفراغات القاتلة، مع تفاقم متزايد للفوضى والسرقات في وضح النهار، وتلك الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتردية أصلاً إلى تهديدٍ للسلم الأهلي الهش ، وإنفجار أمني حاد، وإنهيار للهيكل المتداعي على رؤوس الجميع؟

زر الذهاب إلى الأعلى