بأقلامنا

الى من تدعون بأنكم خبراء اقتصاديون ،بقلم الدكتور عدنان يعقوب

الى من تدعون بأنكم خبراء اقتصاديون ، توقفوا عن إتحافنا بأفكاركم النيِّرة!!!!
منذ فترة تضج بعض الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ، بالخبراء ولا سيَّما الإقتصاديين!!
يكفي أن نضيف إلى إسم شخص حرفان (خ أ )  حتى يصبح ذو شأن , يجب أن يصمت الجميع ليستمعوا إليه، حيث نراه إذا حل ضيفاً في برنامج تلفزيوني، يتحوَّل ما كتبه إلى مادة للنقل العشوائي بدون تركيز علمي او موضوعي، ليجري تعميمها على وسائل التواصل ، وليبدأ التداول بها على طريقة:
هل قرأت ما كتب الخبير الاقتصادي  ×  ؟
يأتي الجواب : وماذا يعني خبير اقتصادي؟   ….
هل لديهم نقابة خبراء ؟
هل درس في الجامعات 20سنة؟
هل لديه مركز ابحاث ودراسات؟
، هل هناك اختصاص يُدرَّس في الجامعات ويتخرَّج فيه الطلاب بشهادة خبير اقتصادي  ؟
متى ستتوقفون عن الاستهتار بعقول الناس ومحاولات  التضليل لغايات في نفس يعقوب ؟
احيانا كثيرة يخرج علينا إسم  خبير (كوسى بلبن او تمر هندي) ، يلقِّب نفسه بأنه خبير اقتصادي، يحدّثنا تارة على  أنَّ الليرة ستنهار وأنَّ البلد على شفير  مجاعة ، وبأننا سنكون أمام  فنزويلا،او يونان او ارجنتين ثانية ويروج  معلومات مغلوطة منطقيا وعلميا ، وهذا ما يحدث بلبلة لدى الغالبية العظمى من المواطنين العاديين، الذين يتأثَّرون بكثافة الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي، ليتبيَّن لاحقاً أنَّها أخبار خاطئة أو مضلِّلة ولكن بعد ماذا؟   بعد أن تكون قد فعلت فعلها المؤذي في الجمهور  تماماً كما يفعل الدواء الغير مناسب  مضاعفات سلبية في جسم المريض .
متى ستتوقف مهزلة الخبراء الطارئين؟! ومَن سيوقفها؟
مَن يريد أن يتكلَّم فليتكلَّم، فحرية التعبير مصانة بالدستور ، لكن من غير المسموح انتحال صفة خبير  فلا يجوز لكلِّ مَن حصل شهادة اونلاين او شاهد مقال او شاهد عنوان كتاب دون أن يقرأه، أن يُصبح خبيراً يحاضر في الإقتصاد والمال ويُحدِث الهلع والرعب في نفوس الناس.
لانه بالرغم من سوداوية المشهد بخلفيته السياسية!! ما زلنا  صامدين منذ أكثر من ربع قرن، رغم الظروف التي مرّ بها لبنان وغيرها من الأحداث الكبيرة.
فهل توقفتم ايها الخبراء الاقتصادين الطارئين  رحمة بالعباد، عن إتحافنا كل يوم بأفكاركم النيِّرة؟
بقلم د عدنان يعقوب امين سر مندى الفكر والادب باحث واستاذ محاضر في الجامعة الاسلامية في لبنان

زر الذهاب إلى الأعلى