أخبار صور و الجنوب

لقاء علمائي إسلامي وحدوي في الخيام، والشيخ قاووق: ما حصل في الطيونة أكد أن الهوية الإجرامية لميليشيا القوات اللبنانية لم تتغير ولم تتبدل.

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، أقام حزب الله لقاءً علمائياً إسلامياً وحدوياً، في مركز الإمام الخميني (قده) الثقافي في مدينة الخيام، بمشاركة عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس تجمع العلماء المسلمين الشيخ زهير الجعيد، قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو إبراهيم، مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبد الله، وبحضور عدد من العلماء من مختلف الطوائف الدينية، إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات.

وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث الشيخ قاووق فرأى أننا محتاجون إلى أن نلتقي في هذه المناسبة لنجدد الصلة بعنوان الهداية والأمل والرحمة والخلق العظيم، ولنتعلّم دروس الرحمة ووحدة الأمة، ولنجسّد في سلوكنا أننا خير أمة أخرجت للناس.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن حزب القوات اللبنانية يستدرج العروض لدى السعودية وأميركا منذ العام 2009، ويسوّق نفسه ليعتمد في مهمة إشعال الفتنة والمواجهة مع المقاومة، وجاءت تسريبات ووثائق وكيليكس لتكشف وتفضح مساعيها في طلب المال والسلاح لاستهداف المقاومة، مضيفاً إن أبرز حلفاء حزب القوات اللبنانية منذ العام 2005 إلى العام 2009 قد تخلوا عن تحالفهم معه، لأنهم أدركوا أن جعجع يريد توريطهم في حرب أهلية جديدة، وقد قالوا لنا إن القوات لم تتغير، وأنها تعمل على مشروع واحد هو إشعال الحرب والصراعات، ولذلك لم يكن مستهجناً ما أقدم عليه حزب القوات اللبنانية في ارتكابه لمجزرة الطيونة، لأنه يتقاضى الأموال طيلة السنوات الماضية من أجل هذه المهمّة.
وشدد الشيخ قاووق على أن ما حصل في الطيونة أكد أن الهوية الإجرامية لميليشيا القوات اللبنانية لم تتغير ولم تتبدل، وأن مشروعها هو الوصفة المثالية لإشعال الحرب الأهلية من جديد، مؤكداً أن مشروع القوات اللبنانية يشكل خطراً حقيقياً وجودياً على لبنان ومستقبله، لأنه يتبنّى بكل وضوح السياسة الأمريكية والسعودية التي تريد جر لبنان إلى مواجهة داخلية.
ولفت الشيخ قاووق إلى أن أعداء لبنان مغتاظون من الامتداد الشعبي الواسع لنهج المقاومة، وقد راهنوا وعملوا وفشلوا في تشكيل جبهة داخلية لمواجهة المقاومة، ولا تزال هذه المقاومة تحظى بتحالفات عابرة بكل الطوائف والمناطق، وقد تعمّقت هذه التحالفات أكثر فأكثر بعد مجزرة الطيونة.
وختم الشيخ قاووق بالقول إننا نقول لأعداء لبنان، إن حزب الله الذي أعد مئة ألف مقاتل لمواجهة العدو الإسرائيلي، لن يضيّع البوصلة، فهو قد أعد وجهّز وسلّح هذا العدد من المقاتلين لا ليدخل إلى أهله وشعبه في عين الرمانة، لأنه موجود هناك، وإنما ليحمي لبنان ويدخل إلى الجليل.

بدوره نائب رئيس تجمع العلماء المسلمين الشيخ زهير الجعيد قال إننا نجتمع هنا على تخوم فلسطين المباركة في أجمل أيام لأفضل رسول خير البشرية سيدنا محمد (ص)، فنبينا (ص) هو النور الذي ينير دربنا وطريقنا، وهو الذي يوحدنا فيجعلنا نجتمع هنا سُنة وشيعة ودروز لا فرق بيننا، ونعتصم بحبل الله جميعاً تحت راية محمد (ص)، مشيراً إلى أن نبينا (ص) حثنا على الاعتصام والتوحد وعدم التفرقة، وبالتالي لا هداية ولا رشاد ولا حق من دون الاعتصام والوحدة الإسلامية.

من ناحيته قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو إبراهيم رأى أن هذه المناسبة السنوية تشكّل مساحة للوحدة والتآلف بين المذاهب الإسلامية، وسط المشهد المؤلم والمحزن لهذه الأامة التي يسودها الفرقة والاقتتال، وللأسف هذا الاقتتال يفتعل تحت شعارات دينية أبعد ما تكون عن تعاليم هذا الدين وتعاليم رسوله التي تدعو إلى المحبة والتسامح، فنرى دائماً وباستمرار كتاب الله وسيرة الأنبياء وحديث خاتم النبيين تأكيداً على الوحدة بين المسلمين مهما اختلفت ألوانهم وطوائفهم، فالوحدة نقطة القوة، نجابه بها المساعي الحثيثة لإيجاد التفرقة والتنازع والعصبيات بين المسلمين على يد التكفيريين الذين لا دين لهم.

بدوره مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبد الله أكد أن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيه محمد (ص) للناس كافة، فالنبي ليس كغيره من الأنبياء الذين أُرسلوا لقوم معينين أو لطائفة معينة، إنّما جعله الله تعالى نذيرا للناس جميعهم، وقد بيّن الله تعالى في العديد من مواضع القرآن الكريم أن الرسالة التي جاء به نبيه محمد رسالة عالمية صالحة لكل زمان ومكان، وتناسب جميع البشر على اختلاف أحوالهم.

وفي الختام، أقيمت مأدبة غداء على شرف الحاضرين.

زر الذهاب إلى الأعلى