بأقلامنا

“أحمر بالخط العريض” ومقدمه حاولا استغلال جورجيت صايغ! كتب // جهاد أيوب

 

إسم فراشة الفن جورجيت صايغ لا يحتاج إلى حلقتين يستغل من خلالهما مرضها، وما وصلت إليه من عمر، ولا حكاية زمن يجعلنا في لبنان كلنا خارج العمل، نراقب وننتظر، ولكن الفنان يبقى ربيع العمر، وثمرة الحياة، وشباب الروح التجربة حتى لو كبر، وهكذا جورجيت التي حفرت في ذاكرتنا أجمل الصور والفن الناعم الجميل، والسمعة العطرة، والذكريات الأجمل في زمن الفن الهادف وفيه كان الجمال بذاته، جورجيت تستحق حلقات مغايرة لكهذا حلقات من غير مضمون!
جورجيت صايغ بعد طول غياب أطلت من خلال برنامج الزميل مالك مكتبي ” أحمر بالخط العريض”، ورغم أن الحلقة مسجلة منذ أكثر من سبعة أشهر، وهذا خطأ أن تعرض بعد هذا الوقت، وللفنان ظروفه وقلقه ووضعه المعيشي في حينه، ولكن الإعلان المدروس للحلقة فرض علينا المتابعة بعد أن هجرنا برنامج مالك منذ سنوات لأسباب كثيرة، ومنها طريقة وأسلوب مالك في التقديم ومعالجة ما يطرح حيث لم يستفد من تراكم التجربة وأيضاً بسبب المواضيع التي يختارها وتعنيه!
قررنا المتابعة، وما أصعب أن تقرر وتشاهد قنوات لبنانية في زمن اقتناص الفرح، وأطلت جورجيت صايغ…منسجمة مع الإنسان فيها، متصالحة مع العمر، ومتوافقة مع حياتها اليوم، وليست نادمة من هجرتها للفن في عز العطاء، واضحة جداً ولا تبحث عن أقنعة وكذبة رغم جهود صاحب البرنامج الواضحة جداً في أن يجعل من جورجيت الفنانة والإنسانة ضحية، وأن يستغل حضورها كما يشتهي لكسب المتابعين، لا بل حاول أن يستغل مرضها وعزلتها وابتعادها عن الفن كما لو ارتكبت جريمة وستعلن عن اعتذارها وندمها…لكنها لم تفعل، ولم يصل البرنامج بما حمل لهدفه بأن تكون فراشة الفن جورجيت صايغ ” ضحية” رغم أن البرنامج ومقدمه استغلا عودة جورجيت، وببساطة وبعفوية جعلتنا جورجيت كمشاهدين منسجمين مع عمرها وحضورها.. وحتى موضوع استغلال الانتحار لم يوفق!
منذ الحلقة الأولى ومن ثم الثانية أدركنا أن تجميع الوقت وغياب الهدف والدهشة واستغلال الملل يختزل بربع ساعة!
لقد شعرنا من خلال تكثيف الأغنية بمقاطعها من ” أنا صار لازم ودعكم” و ” قارئة الفنجان” أن الحلقة للحشو، ولتمرير الوقت دون إفادة، وننتظر صاحب إسم “ج”!
تطويل الحلقة من خلال بث الأغنية الواحدة وكذلك في الحلقة الثانية، والاكتفاء بأنتظار الضيف الذي كان حبيباً دون هدف يعتبر سخافة ومضيعة للوقت، كنا ننتظر الحديث المفعم بالتجربة وبالحياة والفن، اقصد الحوار كان غائباً من إفادة يحصل عليها المشاهد، أو يعطي دسامة لمشوار الفنانة الطويل في عالم الفن والحياة، خاصة أن جورجيت عاصرت كبار نجوم لبنان من السيدة صباح إلى مملكة الرحابنة ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصولاً إلى أبناء جيلها من ملحم بركات ومروان محفوظ وهدى حداد وغيرهم…
من الحلقة الأولى و مالك مكتبي يتعمد أن يدور حول شخص كانت تحبه جورجيت منذ 38 سنة إسمه ” جوني”!
حلقتان عن حبيب الماضي !!!
ما الفائدة من ذلك، وماذا سيضيف إلى جورجيت الغائبة، وجورجيت الإنسانة اليوم، قد يسعدها للحظات، ولكنها ستعود إلى غرفتها وتقفل الباب، والمُشاهد يستغرب كل هذا الجهد المعمول من أجل ” جوني” مع إننا كنا ننتظر أن تخبرنا الفنانة جورجيت عن جورجيت؟!
المفروض بعد طول غياب وعمر 75 سنة أن نستمع إلى رأيها وخبرتها وما تعلمته، وما استفادة منه، و
حلقة بأغنية “بيني وبينك يا هل الليل” ليست كافية لملئ فراغ الحلقة…حوار البرندة – الشرفة لا فائدة منه، يُختزل بنصف دقيقة!
للأسف ” أحمر بالخط العريض” مع جورجيت صايغ لم يكن بمستوى فنانة لها تقديرها وتجربتها ونعومتها، ولم يتمكن من الخوض في حياتها بما حملت، والعجيب تعمد المخرج التقاط وجه جورجيت القريب جداً بشكل دائم لم يوفق رغم أن التصوير في منزلها والإضاءة ليست كما يتطلب التصوير، ولا نعرف لماذا المخرج لم يتمكن من أخذ لقطة واحدة تستحق أن تكون تعبيرية وناجحة؟!
وأما… التقديم …فجعلنا نسأل ماذا تتوقع من الزميل مالك مكتبي في حلقتين ركيكتين وضعيفتين في الطرح والمضمون رغم أهمية الضيفة، حلقتين من غير اسئلة ولا ينتميان إلى برنامجه!
مالك مكتبي الذي أعد وأشرف على الحلقتين وفي كل حلقة “يتصنع التقديم، يشتري اللحظة بتعمد، صافن، ومندهش، ومستغرب، وقارئ للفنجان، ومنصدم، وفراغ في نظراته غير المبررة، وشروده من دون سبب بل لالتقاط الملل، وضحكاته المتكررة دون أن نعرف لماذا يضحك، ولماذا يفتح فمه باستمرار، ويتصنع الحزن والقلق والانتظار…”!

زر الذهاب إلى الأعلى