بأقلامنا

“تغطية خاصة” مع عَمر ناصيف إضاءة مختلفة عن شخصية قيادية جدلية بقلم//جهاد أيوب

 

قد لا يكون الموضوع جديداً في السرد الكلامي، وفي بعض جمل المقالات التي تكتب، وفي المجالس الخاصة من قبل المثقفين والمعنيين بالشأن السياسي والإعلامي، وعند بعض الناس العامة، ولكنه عند العدو الصهيوني في الكيان الإسرائيلي المؤقت له مساحة شاسعة وكبيرة وهامة…إنه شخص السيد حسن نصرالله، القيادي الثائر المتواضع، والحضور الجدلي لكثرة وضوحه وحسمه، والكاريزما المفعمة بنعم الخالق، وأسلوب رفع إصبعه الذي يخيف العدو هنا في قلب وطن الكذبة والعمالة وفي قلب إسرائيل المقبلة إلى غروب شمسها، وطريقة كلامه، واستخدام مفرداته، وعمامته، والذقن التي شابت بسبب خيانات العرب…
كل هذا لا يناقش في قناة لبنانية يشهد لغالبية الغالبية منها ببيع شاشاتها للسفارات، وهذا لم ولن يحدث لأسباب واضحة في تجارة الأوطان، وأن يحدث في قناة “المنار” التي لا تحب المبالغات، وسيدها لا يحب الحديث عنه إلا من خلال قراءة لخطاباته السياسية فهي تغطية وجب أن نقف عندها، ونباركها لجديتها، ولمهنية الطرح والنقاش، وتناول هكذا موضوع غاية بالحساسية، ومطلوب في مثل هكذا مرحلة.
لقد عاد إلينا الغائب كثيراً- لأسباب مجهولة- والحاضر قليلاً – لأسباب مهنية تعرضه أن قَرر أو قُرر له- الزميل عَمر ناصيف حيث يلغي مساحة الغياب بسرعة، ويعيد تحريك ذاكرتنا النظيفة مع خطابه الإعلامي!
عاد عَمر من خلال حلقة ” تغطية خاصة” على شاشة قناة ” المنار”، استضاف من خلالها فارس الإعلام الصافي رفيق نصرالله والباحث العميق والمهذب الدارس روني الفا ليتحدثا كما لم يتحدث غيرهما ومن قبل بهذا العمق العلمي والروحي عن شخصية ثرية قلبت موازين القيادات العربية، واحدثت جراء بساطة فلسفتها عمقاً في شخصية تاريخية محورية اقليمية عالمية تأخذ قوتها من أناسها ومن مصداقيتها ومواقفها الواضحة والعميقة والمتسامحة والحاسمة والشفافة المقتدرة!
والكتابة عن ما قيل في الحلقة لا ينفع بقدر مشاهدتها أكثر من مرة، والاستفادة من كل كلمة وحرف قيل، ومع ذلك أشير إلى ما يلي:
كان على الزميل عَمر الاستغناء عن المقدمة الطويلة، وعدم شرح ما يرغب بطرحه واعتماده على نظريات لم تعد ذا أهمية في حضرة سيرة من هو النظرية المعاصرة بلحمها ودمها وحياتها وعمق بساطتها، ويترك المشاهد ليكتشف ما بعد المحاور والاسئلة لا أن نشرح له ما سينتظره!
الاكتفاء بمقدمة بسيطة وصغيرة لا تتجاوز الدقيقة تغني الحلقة، ولا تجعلها تنظيرية كما حدث في الدقائق الاولى من الحلقة، وهذا الأسلوب من المقدمات لم يعد يصلح لبرامج اليوم!
ويحسب للزميل عَمر إعداد الحلقة بربورتاجات ومشاهد حساسة لا تصيبنا بالملل مهما أعيدت، وطريقة معالجتها من خلال اسئلة صبت حولها واشبعها الضيوف فكراً وقيمة.
عَمر مهذب، يطرح السؤال، وينتظر الجواب، يصغي، ويدرك متى يقاطع ضيفه، ومتى يتحدث بعاطفة، وهو إعلامي عاطفي ومتحمس جداً في قضايا المقاومه، وأيضاً هذا النمط من فن الطرح والإصغاء لم يعد منتشراً في الفضاء العربي إلا قليلاً وللأسف!
الاكتفاء بالضيفين ذكاء، وإعطاء مساحة لهما ليعبرا عن ما يعرفونه، ويعلمونه، ويشعرون به اضاف نجاحاً إلى الحلقة.
حلقة “تغطية خاصة” من الحلقات الثرية جداً، والرشيقة دون أن نصاب بالملل رغم ثقل المادة والفكرة، ولا بد من شكر المخرج على معرفته بالتقاط حالات الضيوف والاصغاء والانفعال رغم أن الديكور مكرر ومللناه لكثرة مشاهداتنا له، ولاستخدامه إضاءة مسطحة لكنها مدروسة بما أمكن مع هكذا استديو وديكور!

زر الذهاب إلى الأعلى